من المعلوم أن الأسماك ليس من عادتها
بناء منازل خاصة بها
إلا أن هناك أنواعا منها يسلك سلوكا محيرا
فأسماك المياه العذبة تنشأ لها مساكن خاصة
في قيعان البحيرات
أو الأنهار أو المياه الراكدة
وغالبا ما تكون على شكل حفر
يتم حفرها بين الأحجار أو الرمال
ومثال على ذلك
سمك " السلمون " و سمك " البني "
فهي تترك بيضها داخل هذه الحفر حتى تفقّس لوحدها.
و هناك أنواع أخرى من الأسماك تقوم بحراسة هذا البيض بالتناوب بين الذكر والأنثى
عندما يكون البيض مكشوفا والأخطار محدقة .
ومعظم أنواع الأسماك تتميز بكون الذكر هو المسؤول عن إنشاء المساكن الخاصة
بوضع البيض وحراستها أيضا.
وهناك أسماك تتميز بكون مساكنها أكثر تعقيدا
ومثال ذلك السمك الشوكي
إذ يقوم الذكر بإنشاء أعشاش أكثر اتقانا من أعشاش الطيور
حيث يقوم هذا النوع من السمك بجمع أجزاء من النباتات المائية
ومن ثم يلصقها ببعضها البعض عن طريق سائل لزج يفرز من كلية هذا السّمك
ويقوم الذكر بالسباحة حول هذه الخلطة اللزجة
والتمسح بها حتى يعطيها شكلا طوليا
منتظما وبعدها يثب فجأة سابحا
من منتصف هذه العجينة شاقا إياها
لكي تصبح على شكل نفق له مخرج ومدخل
ويمر من خلاله الماء
و إذا حدث أن مرت أنثي بالقرب من هذا النفق العش
يقوم الذكر بمغازلتها بالسباحة حولها جيئة وذهابا
حتى يذهب بها إلى مدخل النفق
الذي يحاول أن يدلها عليه عن طريق مقدمة رأسه
وعندما تبيض الأنثى داخل هذا النفق
يدخل الذكر من المقدمة
وهكذا تعاد العملية مع عدة إناث
وهدف الذكر من دخول النفق
وطردهم إياهن هو تلقيح البيض
وعندما يمتلأ النفق بالبيض يبدأ الذكر بحراستها
ويثابر على السماح بدخول الماء العذب إلى النفق
ومن جانب آخر يقوم بترميم الأجزاء التالفة منه
ويستمر في حراسة النفق حتى
بعد عدة أيام من فقس البيض
وفيما بعد يقوم بقطع الجزء العلوي من النفق تاركا السفلي لمعيشة الصغار
سبحان الله الذي الهمها ذلك